قد مرّ یوم عاشورا حزینا مؤلما علی نفوس أتباع اهل البیت(ع) و کلّ محبّی العترة الطاهرة.
و قد أحیی أتباع آل البیت(ع) و کذا أحبائه هذه الذکری بحضور ملیونی في العراق و ایران و لبنان و البحرین و السعودیة و افغانستان و باکستان...
وفیما أنا انظر الی التلفاز و مراسم عاشوراء، لفت انتباهی المراسم الحسینیة في ترکیا حیث اجتمع مئات الآلاف لإحیاء هذه الذکری، و لم تکن هذه المرّة الأولی التي یحضرها الجعفریة الشیعه في ترکیا لأحیاء هذه المناسبة لکن حضور رئیس الوزراء الترکي الذي رافقته زوجته المحجبة في ذلک الحضور کان للمرة الأولی بحیث فاجأ الجمیع.لکنه رغم ذلک مثل موقفا جمیلا و نبیلا من هذا الرجل الذی احیی بلاده و اعادها الی قوتها و تاریخها، و لم یکتف الرجل بالحضور فی تلک المناسبة، بل ارتقی المنصة و تحدث بلغة أثار فیها حماس الجمهور الذي بدأ یؤید ما یقوله بالصلاة علی النبي محمد (ص) أو التکبیر، لا بل البکاء حین تحدث عن السیدة زینب الحوراء و ما عانته من مصائب.
وکان کلامه کلاما وحدویّا یجمع المسلمین و یطلب ان تکون کربلاء الحسین (ع) محطّة لتوحیدهم محذرا المسلمین من أن تتکرر مإساة کربلاء من جدید.
إن موقف اردوغان و کلامه هذا بعث في نفسي حالة رائعة لکني بعد فترة تذکرت من نحن و أین نعیش. نعم نعیش في الشرق الاوسط الذی یضم جملة دول تتفاوت فیها نسبة القومیات والمذاهب حیث تصل نسبة الشیعة فی بعضها إلی 80 بالمائة وتنخفض إلی 5 بالمائة لکن نسبة الشیعة فی ترکیا لیست نسبة کبیرة کنسبة الدول العربیة من قبیل البحرین و لبنان و السعودیة و الإمارات و... وهذا ما دفعنی لأن اتسائل لماذا اردوغان و کرزاي یحییان المناسبة و یتخلف عنها امراء العرب و رؤسائهم الذین تضم بلدانهم نسبة اکبر من الشیعة؟ ولماذا لایشارک الحکام العرب ولو من باب تقویة أو اصر العلاقة بین ابناء شعوبهم في مراسم عاشوراء...!!
ولماذا لم یکلّف "الملك فلان" أو "الأمیر فلان" أو "الرئیس فلان" نفسه عناء الکلام في هذه المناسبة عفوا فقط الحضور لا بل أن بیان تعزیة، و عفوا من جدید أن لا یضایقهم هذه المراسم و لایتهمهم بالولاء (طبعا لبلد أوّل حرف من حروفه الألف)؟ لماذا؟ و ألف لماذا!
لماذا لایفکروا یوما بأن ینظرو إلی الشیعة کمکوّن له حقّ العیش و احیاء مناسباته بأمن و سلام. أیرید الشیعة منکم غیر هذا؟ الا تفکرون في أن ارتباطکم بأبناء بلدکم کما بدأ الرجل اردوغان بجمع ابناء شعبه و توحیدهم و العمل معهم من اجل اعادة ترکیا الی ما کانت علیه سیساهم في تقویة أمنکم و موقفکم بل وجودکم.
هل هناک ما یمنعکم من ذلک. أم انکم الی الآن ترون أن یزید بن معاویة قاتل الحسین بن علی (ع) هو امیرالمؤمنین الذي لایجوز الخروج علیه و بذلک تخشون من ان تشجبوا تلک المأساة و ذاک القتل بحق آل بیت الرسول.
فکروا یا سادة ملیّا و انظروا جیدا إلی المستقبل و حاولوا أن تتأسوا بالرجل الذي کانت بلاده یوما من أشد البلدان قسوة مع الشیعة لکنها الیوم تحولت الی ما ترون.
آمل ان یصل هذا الکلام إلی مسامعکم و نراکم تحضرون و تتحدثون بل تسامهون تدعمون.
Arabic, 22 Aralık 2010 09:49
Yorumlar (0)